الهكسوس.. تعرف على الملوك الرعاة
تاريخ وحضارة تحميل الموضوع ملف ورد تحميل الموضوع ملف PDF تابعنا على اخبار جوجل

الهكسوس.. تعرف على الملوك الرعاة

تقييمات الموضوع الحالية:

نبذه مختصرة عن الموضوع

كان طرد أحمس للهكسوس إيذانا بانطلاق الإمبراطورية المصرية خلال الدولة الحديثة، فقد سعت مصر للتوسعات في المناطق المجاورة كي تحمي حدودها من أي عدو بغيض، ومن تلك الحرب جاء مجد الإمبراطورية

الموضوع كاملاً

دليل الموضوع

المقدمة

من هم الهكسوس؟

الآراء حول أصل الهكسوس

أصل تسمية الهكسوس 

غزو الهكسوس لمصر 

نظام حكم الهكسوس لمصر 

ديانة الهكسوس 

حرب التحرير المصرية 

الملك سقنن رع قائد حرب التحرير 

كامس القائد الثاني لحرب التحرير 

المُحرر أحمس

 

المقدمة

ما من أحد منا لا يعرف الهكسوس، سواء أكان من محبي التاريخ أم لا، حيث أن لفظة الهكسوس متداولة فيما بيننا إلى حد كبير، فما الذي جعل شعبنا لا ينسى تلك اللفظة على مر القرون، سنتعرف في مقالنا هذا على كل ما يتعلق بشعب الرعاة.

من هم الهكسوس؟

حين نتحدث عن الهكسوس فنحن نتحدث عن مجموعات بشرية هاجرت من الشرق من أواسط آسيا على الأرجح، ولا يمكننا أن نصنفهم ضمن شعب معين فلا يجمعهم إطار حضاري واحد. 

ويعود ذلك التشتت لعدم انتمائهم لشعب واحد، فهم في الأصل مجموعة من القبائل الرعوية المتفرقة التي سعت للاستيطان والاستيلاء على الأراضي كي تضمن لأفرادها حياة مستقرة على حساب السكان الأصليين للأوطان. 

 الآراء حول أصل الهكسوس 

تعددت الآراء حول الجنس أو الأصل الذي تنتمي له قبائل الهكسوس، حيث أرجع بعض العلماء الهكسوس إلى الساميين وذلك استنادًا على الأسماء المنتشرة فيما بينهم، والتي نذكر منها على سبيل المثال "عبد"، " نحمن"، "باناس"، علاوة على أسماء معبوداتهم مثل "بعل" ، "عشترت"، وهما من أقدم المعبودات السامية. 

بينما يرى البعض الآخر أن الهكسوس ينتمون إلى الجنس الهندو أوربي وذلك طبقًا لبعض أسمائهم، فيما ذهب البعض إلى فرضية ربط الهكسوس باليهود، وهذا استنادًا على هروبهم من الجيش المصري بقيادة الملك أحمس نحو فلسطين بعد أن حوصروا في حصن شاروهين الواقع جنوب غزة، كما أنهم حين استوطنوا أرض مصر اتخذوا من أواريس الواقعة في الطرف الشرقي المواجه لفلسطين عاصمة لهم، لكن لا يوجد أي دليل أثري أو تاريخي يؤكد صحة تلك الفرضية. 

أصل تسمية الهكسوس 

إن حاولنا تتبع أصل تسمية الهكسوس فلا نجدها تمتد بصلة إلى الآرية أو السامية، ولكن يوجد لها أصل في المعجم المصري القديم، فقد حُرفت من لفظ مصري قديم ألا وهو "حقا- خاسوت" والذي يعني في لغتنا القديمة حكام البلاد الأجنبية. 

أما عن أصل اللقب فهو ينتمي إلى عصر ما قبل الهكسوس، حيث سمى به المصري الآسيويين الذين أتوا إلى مصر إبان عصر الأسرة 12، وهذا ما وثقته الآثار المصرية حيث سُجل على جدران مقبرة "خنوم حتب" في محافظة المنيا تحديدا في منطقة بني حسن مناظر قدوم بعض الآسيويين، وكان زعيمهم " أبشا" حاملًا للقب" حقا خاست" ويعكس المنظر تصوير الأجانب يحملون أمتعتهم على ظهور الحمير، وجاءوا رفقة النساء والأطفال وقدموا هدية لحاكم الإقليم، بالإضافة إلى ذلك الذكر الصريح للفظ حقا خاست، فقد ورد أيضًا في قصة سنوهي الشهيرة والتي تنتمي هي الأخرى إلى عصر الدولة الوسطى.

 غزو الهكسوس لمصر 

حدثنا المصريون القدماء أنفسهم عن تلك المرحلة الصعبة من تاريخ مصر العظيم، والتي شقت على أهلها حين وقعوا فريسة لهذا العدو البغيض، فقد روى لنا المؤرخ المصري مانيتون أحداث هذا العصر، والتي نقلها عنه المؤرخ اليهودي يوسيفيوس بعدما حُرق كتاب مانيتون إبان الحريق الذي نشب في مكتبة الإسكندرية القديمة. 

فذكر مانيتون أنه " حلت بنا ضربة من الإله، فجاء غزاة من الشرق واستطاعوا بالقوة أن يتملكوا البلاد، ولما تغلبوا على حكام البلاد أحرقوا مدننا بغير رحمة، وهدموا معابد الآلهة، وعاملوا الموظفين بقسوة، فذبحوا بعضهم، وأخذوا نساء وأطفال البعض الآخر، ليكونوا بمثابة إماء وعبيد لهم" 

ثم تحدث مانيتون عن تعيينهم لواحد منهم كملك واتخذ من منف مقرًا له، ومن ثم فرض الضرائب على مصر، واتخذ من مدينة على الضفة الشرقية للفرع البوباستي للنيل عاصمة له، وهي مدينة أورايس التي أحاطها الهكسوس بالأسوار الضخمة، بالإضافة إلى الحاميات المسلحة. 

ذكرت الملكة حتشبسوت أيضًا الهكسوس وذلك من على جدران معبدها التي أقامته في أسطبل عنتر في بني حسن بالمنيا، والتي أشارت فيه إلى ترميمها للمباني التي تهدمت بفعل الآسيويون الذين حكموا أوارايس. ذلك بالإضافة إلى بردية تنتمي للأسرة 19 والتي أشار كاتبها إلى الهكسوس قائلًا: " وقعت مصر فريسة لعدو ماكر، ولم يكن في البلاد ملك يحكمها، وكان سقنن رع يحكم مقاطعات الجنوب، بينما يربض العدو في الشمال، واستقر ملكهم في أواريس". 

ولعل تلك الإشارات بمثابة مرآة لنا، فتعكس وضع مصر في ذلك العصر المظلم، إلى أن حُررت على يد أبنائها العظام.

 نظام حكم الهكسوس لمصر 

تحدثنا المصادر عن قوم رعاة غير متحضرين عاثوا في مصر فسادًا وتخريبًا، فاستفزوا إيمان المصريين وحقروا معبوداتهم، بل وتجاوز الأمر إلى هدم معابد المصريين الذين يحركهم دينهم وإيمانهم منذ أقدم عصورهم، بل وقاموا بإذلال ذلك الشعب العريق. 

وعلى الرغم من اعترافنا بعدم اندماج الشعبين، بل وتجاوز الهكسوس في حق المصريين، ولكن ينبغي لنا أن نضع في الاعتبار المغالاة التي كان يتبعها القوم بدافع من الحمية الوطنية. 

فقد دخل اسم معبود مصر الشهير " رع" في تركيب كثير من أسماء الهكسوس،  فنذكر منهم " نب خبش رع" على سبيل المثال، كما اتخذوا بعضهم اللقب المصري التقليدي " ابن رع" والذي كان يطلق على الملوك المصريين.

وهذا لا ينفي تعاملهم بقسوة وغلظة مع المصريين كأي شعب محتل يود أن يفرض سطوته على تلك الأرض من خلال إذلال قومها الذين يفوقونه علمًا وفنًا وحضارة، ولهذا السبب لا نجد أي تأثير هكسوسي في أي جانب من جوانب الحضارة المصرية، ناهيك عن عزل المصريين لهم شرق الدلتا، فلم يندمجوا أو يتأثروا بهم. 

 ديانة الهكسوس 

كان " سوتخ" هو المعبود الرسمي للهكسوس، والذي اتخذ هيئة حيوان تعذر تحديد نوعه، ويذهب الكثيرون إلى كون سوتخ هو صورة من صور المعبود "ست" وهو معبود مصري خالص، فهو أخو المعبود الشعبي للمصريين " أوزير". وقد عُبد هذا المعبود شرق الدلتا منذ عهد الدولة القديمة، وربما قد شبهه الهكسوس بالمعبود الآسيوي "بعل" واتخذوا منه معبودًا رسميًا للبلاد. 

 حرب التحرير المصرية 

وقع على عاتق أمراء البيت الطيبي مسئولية تحرير أرض مصر من ذلك المحتل الجاثم على صدرها، ومن طيبة بدأت شرارة حرب التحرير التي محت الوجود الهكسوسي من أرض مصر.

وترجع القصة إلى تمركز الهكسوس شرق الدلتا، وامتداد نفوذهم نحو باقي مناطق الدلتا علاوة على الصعيد، وكانوا يجمعون الجزية من حكام الأقاليم الذين ارتضوا بهذا الوضع، فلم يكن هناك قوة تستطيع مقاومتهم حتى بزغ نجم الاسرة 17 في طيبة.

احس أمراء طيبة بقوتهم، فاتبعوا خطى أسلافهم الملوك، ووضعوا أسمائهم داخل خراطيش ملكية بل وتقلدوا بالألقاب التقليدية التي تقول أنهم ملوك مصر، وهذا الأمر ما أغضب حكام الهكسوس الذين أحسوا بنوع من المقاومة والسلطة يأتي من جنوب مصر. 

الملك سقنن رع قائد حرب التحرير 

شعر سقنن رع حاكم طيبة بأن ملوك الهكسوس ضمنوا سيطرتهم على الجنوب من خلال ما يجمعونه من جزية، وبذلك آمنوا مكر الجنوب، وحينها بدأ يعد العدة لحرب التحرير، وبذلك يكون سقنن رع قائد المرحلة الأولى لحرب التحرير.

وعلى الرغم من افتقادنا للوثائق التي توثق كفاح سقنن رع ولكن تظل مومياؤه خير شاهد ودليل على نضاله، حيث يظهر بها عدد من الجروح في أماكن متفرقة في الرأس والصدر، مما يوضح أنه لقى حتفه خلال إحدى معاركه ضد الهكسوس.

كامس القائد الثاني لحرب التحرير 

تسلم كامس راية النضال خلفًا لسقنن رع، وقد تعرفنا على نضاله من خلال نص معاصر لكامس ذاته مُؤرخ بالسنة الثالثة من حكمه وهو المعروف بلوحة " كارنرفون"، وهو نص يعود لطالب مصري في أحد المدارس، وقد أملاه عليه معلمه، مما يعني أنه كان نص تعليمي يتناول نضال كامس، وقد حدثنا كامس بلسانه قائلًا: " سأقاتل الهكسوس حتى يقسم كل مصري باسمي، إنني أريد أن يتحدث كل منهم عني قائلًا: "ها هو كامس محرر مصر".

بدأ كفاح كامس بأن جمع الجيش واتجه شمالًا نحو الأشمونين، وهاجم تحديدًا مدينة " نفروسي" والتي كانت موالية للهكسوس، وحقق كامس انتصارًا على حاكمها، وهنا ينتهي النص ليستكمل كامس حكايته في نص آخر حيث أشار نص معبد الكرنك المسجل على لوحة من الحجر الجيري  إلى هزيمة الهكسوس أمام البطل كامس، كما عكس لنا حالة الذعر التي أصابت الهكسوس خشية الجيش المصري، ثم يتحدث كامس عن هزيمته لهم في معركة نيلية، وما جمعه من غنائم تصل إلى 300 سفينة محملة بمعدات ومعادن وأحجار كريمة، بالإضافة إلى الزيوت والبخور والدهون.

ولعل أهم ما كشفه كامس هو محاولة تحريض "أبو فيس" ملك الهكسوس لأمير كوش، حيث أرسل له رسالة يُمنيه باقتسام أرض مصر بينهما في حالة غزوه لمصر، ولكن استطاع رجال كامس أن يأسروا رسول أبو فيس عند طريق الواحات، سقط  كامس على ما يبدو في أحد المعارك، ليستلم الراية من بعده البطل المُحرر "أحمس" 

المُحرر أحمس

استطاع هذا البطل المصري أن يمحو أثر الهكسوس البغيض من أرض مصر المقدسة، فتمكن بقوته من مهاجمة منف الحصينة، وطرد العدو منها، ثم حاصر أورايس العاصمة لفترة تقترب من الثلاث سنوات، وهي فترة طويلة توحي بقوة المدينة من جهة، وبإصرار المصريين على التحرر من جهة أخرى، ولم يكتف أحمس بطرد الهكسوس من مصر بل طاردهم حتى مدينة شاروهين جنوب غزة، ثم استمر حتى وصل إلى سوريا وذلك وفقًا لما ذكره القائد " أحمس بن إبانا" أحد قادة الملك أحمس في مقبرته في الكاب، فتحدث عن حرب التحرير وكذلك حصار أورايس، ثم شاروهين، وذكر لأول مرة العجلة الحربية.

وختامًا كان طرد أحمس للهكسوس إيذانًا بانطلاق الإمبراطورية المصرية خلال الدولة الحديثة، فقد سعت مصر للتوسعات في المناطق المجاورة كي تحمي حدودها من أي عدو بغيض، ومن تلك الحرب جاء مجد الإمبراطورية، ومن تلك الحرب خلد التاريخ قوة سقنن رع، ونضال كامس وتحققت رغبته حيث يقسم المصريين باسمه حتى يومنا هذا، ومن تلك الحرب خُلدت ذكرى أحمس المحرر في نفوس المصريين منذ عهده وإلى الآن.

 المصدر

تاريخ وحضارة مصر القديمة الجزء الأول - د/ عبد الحليم نور الدين

تم اضافة الموضوع بواسطة : سومة أنور الرفاعي
التحميل بصيغة ملف Word التحميل بصيغة ملف PDF   تقييم الموضوع   شارك الموضوع

مواضيع اخرى مختصة بـتاريخ

فضل المصريين القدماء على العالم الحديث
#تاريخ فضل المصريين القدماء على العالم الحديث

لا تملك بعض العقول أن تتخلى عن الصورة النمطية للمصريين القدماء حتى أنهم لا يتصورون أن للأجداد القدامى فضلًا على العالم ، سنعرض في هذا المقال قبسًا من ضياء الحضارة المصرية القديمة.

سنوهي.. المنتمي لتراب مصر
#تاريخ سنوهي.. المنتمي لتراب مصر

أكدت قصة سنوهي على حنين المصري في كل زمان ومكان لأرضه، وهذا ما جعلها قصة محببة لدى جموع المصريين قديمًا، أما حاليًا ونظرًا لتكامل قصة سنوهي أدبيًا، اعتبرها البعض جزء من الأدب العالمي.

الهكسوس.. تعرف على الملوك الرعاة
#تاريخ الهكسوس.. تعرف على الملوك الرعاة

كان طرد أحمس للهكسوس إيذانا بانطلاق الإمبراطورية المصرية خلال الدولة الحديثة، فقد سعت مصر للتوسعات في المناطق المجاورة كي تحمي حدودها من أي عدو بغيض، ومن تلك الحرب جاء مجد الإمبراطورية

بورتريهات الفيوم.. وجوه مصرية تطل علينا من العصر الروماني
#تاريخ بورتريهات الفيوم.. وجوه مصرية تطل علينا من العصر الروماني

ترتسم داخل كل ذهن صورة مغايرة لملامح أجدادنا القدامي، يحاول البعض نسب نفسه إليهم، ويحاول البعض نزعنا عن أجدادنا، لذا فإن بورتريهات الفيوم تعكس ملامحهم وجوه مصرية تطل علينا من العصر الروماني.

موسوعية المهندس إيمحتب
#تاريخ موسوعية المهندس إيمحتب

تلمع شخصية "إمحوتب" بين صفحات التاريخ المصري القديم كأول طبيب عرفه التاريخ، وأول مهندس، يبني هرمًا كاملًا وأول من اعتمد على الحجر في البناء، بالإضافة إلى براعته كوزير لأشهر ملوك الأسرة

التعليقات

تقيم الموضوع

عدد المستخدمين الذين قاموا بالتعليق (0) متوسط التعليقات(0)

من فضلك اترك تقيييمك