دعاء نية الحج .. صيغة المفرد والقارن والمتمتع

دليل الموضوع:

المقدمة

دعاء نية الحج

صيغة نية حج التمتع

متى تكون نية الحج؟

حكم النية في الحج

المصدر

المقدمة

الحج فريضة واجبة على كل مسلم مستطيع، ولتحقيق أقصى استفادة من هذه الرحلة الروحية، لا بد من اتباع خطواتها بدقة، بدءًا من دعاء نية الحج.

يُعتبر دعاء نية الحج شرطًا أساسيًا لبدء المناسك، وهو بمثابة إعلان نية الحاج عن بدء رحلته الروحية.

ولكن، هل يلزم التلفظ بالنية أم يكفي اعتزام النية، وما هو دعاء نية الحج وحكمه ووقته؟ سنناقش ذلك من خلال هذا المقال.

دعاء نية الحج

عند الإحرام لأداء الحج، يجب على المسلم أن يردد دعاء نية الحج، فهذا الدعاء يعد سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم إني نويت الحج، فأعني عليه وتقبله مني".

وكان يقول أيضًا: "اللهم الحج أردت، وإليه عمدت، فإن يسرته فهو الحج، وإن حبسني حابس فهو عمرة".

وكان يقول عند الإحرام: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".

يُمكن للحاج أن يضيف بعض العبارات إلى الدعاء، مثل عبارة "اللهم إني أعوذ بك من الأمراض والشدائد وأن يحبسني حابس، اللهم اجعل لي الحج سهلاً وميسراً، واقبله مني وتقبل توبتي واستغفاري".

ويُفضل للنساء والمرضى أن يضيفوا عبارة "اللهم إني نويت الحج، فأعنني عليه وتقبله مني، واجعله سهلاً عليَّ إلا إذا حبستني حابس، فمحلي حيث حبستني".

يجب على الحاج ترديد هذا الدعاء بعد ارتداء ملابس الإحرام وعند البدء في أداء مناسك الحج.

وخلاصة القول، يُستحب التلفظ بالنية، تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، ومثال: "لبيك اللهم حجًا عن فلان" أو "لبيك اللهم عمرة عن فلان"، ولكن تكفي النية القلبية وحدها إن لم يتم التلفظ.

أما عن الحج عن الغير، فيقوم الحاج عن الغير بنفس أعمال الحاج عن نفسه، ويلبي مطلقًا دون الحاجة لذكر اسم الشخص المُنَوَّب عنه في كل مرة، ولكن يُستحب ذكر اسم الشخص المُنَوَّب عنه في أول النسك.

ومثال على تلبية الحاج عن الغير: "لبيك اللهم حجًا عن فلان، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك، لبيك إله الحق لبيك".

صيغة نية حج التمتع

يبدأ حج التمتع بالتحلل من الإحرام بعد أداء العمرة، فيحرم في اليوم الثامن من ذي الحجة، ثم يتوجه إلى منى دون أداء طواف القدوم.

بعد طواف الإفاضة يسعى بين الصفا والمروة ويكمل أعمال الحج، ويجوز للحاج الخروج من الحرم لقضاء ما يحتاجه دون الإقامة خارجه.

يلزم المتمتع بالحج أداء الهدي، وإذا لم يتمكن من ذبح الهدي، يجب عليه صيام ثلاثة أيام قبل يوم النحر، وسبعة أيام عند العودة إلى أهله.

وفيما يتعلق بإعادة الإحرام للحج، أوضحت دار الإفتاء في فتواها أنه إذا أراد الحاج أداء حج التمتع، فيجب عليه أن ينوي العمرة من الميقات ويقول عبارة "لبيك اللهم عمرة"، أو "لبيك اللهم عمرة متمتعًا بها إلى الحج".

ثم يعتمر ويتحلل من الإحرام، وعندما يحين وقت الإحرام بالحج، يقول عبارة "لبيك اللهم حجًا".

كما أوضحت أنه إذا كنت متمتعًا، فيجب أن تهيأ للإحرام بالحج في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة المعروف "بيوم التروية".

فيلبس ملابس الإحرام المناسبة بعد الاغتسال، سواءً بالغسل أو بالوضوء، ثم يصلي ركعتين في المسجد الحرام إذا استطاع ذلك، ثم ينوي الحج ويقول عبارة "اللهم إني أردت الحج، فيسره لي وتقبله مني".

ثم يقول عبارة "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك" بعد تلك النية.، وبذلك يصبح محرمًا بالحج.

ويجب عليه تكرار هذه العبارة في سيره ووقوفه وجلوسه، ويمكنه رفع صوته دون إزعاج الآخرين، وتقوم المرأة بالتلبية في سرها.

وينبغي أن يستمر في تكرارها وهو في طريقه إلى منى وعرفات، وأثناء وجوده على عرفات وأثناء التوجه من عرفات إلى المزدلفة، وأثناء وجوده في المزدلفة، وعند وصوله إلى منى في يوم النحر، ولا ينبغي قطع تلبية الحج حتى يبدأ في رمي جمرة العقبة.

متى تكون نية الحج؟

حدد الشيخ محمد وسام، مدير الفتوى المكتوبة وأمين الفتوى بدار الإفتاء، ثلاثة أنواع رئيسية للنسك في الحج:

1. حج الإفراد:

ينوي فيه الحاج أداء فريضة الحج فقط، ولا يُشترط عليه تقديم العمرة قبل الحج، وبذلك يُحلّ من إحرامه بعد إتمام مناسك الحج.

2. حج القران:

ينوي فيه الحاج أداء فريضة الحج والعمرة معًا في نفس الرحلة، ويمكنه الإحرام بالعمرة أولًا، ثم الدخول في الحج عليها أو العكس.

3. حج التمتع:

ينوي فيه الحاج أداء العمرة في أشهر الحج (شوال، وذي القعدة، وأول 8 أيام من ذي الحجة)، وفيه يتحلل من إحرام العمرة، ثم يتمتع بالحياة الطبيعية.

وفي اليوم الثامن من ذي الحجة، ينوي الحج ويحرم من مكانه بمكة.

ينوي الحاج نوع النسك الذي يرغب به عند الميقات، ويُصاغ دعاء النية حسب نوع النسك المختار.

وأوضح مناسك الحج الصحيحة، كالتالي:

1. الاغتسال: عند الوصول إلى الميقات المحدد للحاج، يغتسل كما يغتسل للجنابة.

2. التطيب (للرجال فقط): يتطيب الرجال بدهن عود أو غيره في الرأس واللحية إن تيسر ذلك، ولا تتطيب النساء.

3. ارتداء ثياب الإحرام: يرتدي الحاج ثياب الإحرام، فيلف الرجل الرداء ولا يخرج الكتف اليمنى إلا في الطواف بجميع أنواعه، بينما ترتدي النساء ملابس محتشمة.

4. صلاة ركعتين سنة الإحرام: يصلي الحاج ركعتين سنة الإحرام، ومن لم يصليها فلا حرج عليه.

5. النية: ينوي الحاج الدخول في النسك بحسب نوع الحج الذي يعتزم عليه:

1.     فيقول المفرد: "لبيك حجًا".

2.     ويقول القارن: "لبيك عمرة وحجًا".

3.     أما المتمتع فيقول: "لبيك عمرة متمتعًا بها إلى الحج".

حكم النية في الحج

تُعتبر النية أمرًا ضروريًا في الحج والإحرام، حيث يجب أن يكون الحاج أعلن نيته بدخول النُسك، وهي عبادة لا يمكن أداؤها بدون النية، وبالتالي تعتبر النية شرطًا لصحة الحج واكتماله، ولا يمكن أداء الحج بدونها.

تستند دار الإفتاء في فتواها إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا الأَعمَالُ بِالنِّيّات"، وهو حديث متفق عليه، وتؤكد اتفاق الفقهاء على أن النية شرطٌ لصحة الحج.

توضح دار الإفتاء أن الهدف من النية في الحج هو إظهار شرف دخول مكة المكرمة، وتهيئة النفس لأداء شعائر الله تعالى.

وبالنسبة لحكم الإحرام بدون التلبية، يشير مجمع البحوث الإسلامية في منشور رسمي على فيسبوك إلى وجود اختلاف في آراء الفقهاء بشأنه، ويمكن تلخيصها في قولين:

القول الأول

التلبية شرط لصحة الإحرام، وبالتالي لا يمكن الإحرام بدون التلبية أو أي تصرف يدل على التعظيم والذكر والدعاء، وهذا هو رأي ابن عباس وأبو حنيفة ومحمد وابن حبيب من المالكية، وقد نقله البعض عن الشافعي.

القول الثاني

يعتبر التلبية غير شرط للإحرام، وهذا هو رأي أبي يوسف من المذهب الحنفي، وهو رأي المالكية المشهور وأيضًا مذهب الشافعية والحنابلة.

ويوضح مجمع البحوث أن القول الثاني هو الأقرب إلى عدم اشتراط التلبية في الإحرام، حيث يمكن الخروج من حالة الإحرام بدون ذكر.

ونظرًا لأن الإحرام هو ركن من أركان الحج، فلا يجب أن يكون الذكر شرطًا فيه، مثل الوقوف والطواف.

علاوة على ذلك، الإحرام هو عبادة تعتمد على الأفعال، وبالتالي لا يمكن أداؤها بدون نية، مثل الصلاة والصوم التي يمكن أداؤها بنية صحيحة بدون ذكر.

المصدر

ابن باز