بداية العشر الأوائل من ذي الحجة.. فضلها وأحب الأعمال فيها

دليل الموضوع:

المقدمة

متى العشر الأوائل من ذي الحجة 2024؟

فضل عشر ذي الحجة في القرآن

ماذا تفعل في أيام العشر من ذي الحجة؟

هل يجوز صيام العشر الاوائل من ذي الحجة بنيتين؟

المصدر

المقدمة

تقبل علينا أيّام العشر الأوائل من ذي الحجة 2024، حاملةً معها أجواءً إيمانية مميزة وفرصة عظيمة لنيل ثواب عظيم ومغفرة الذنوب.

تُعَدّ هذه الأيام من أفضل أيّام السنة عند الله تعالى، فقد حظيت بمكانة عظيمة وفضائل جمة، ففيها يزداد الأجر وتتضاعف الحسنات، وتُفتح أبواب الجنة، وتستجاب الدعوات.

في هذا المقال، سنوضح فضل العشر الأوائل من ذي الحجة، وأحب الأعمال إلى الله فيها، وسنناقش حكم الصيام فيها بنيتين قضاء رمضان والتطوع.

متى العشر الأوائل من ذي الحجة 2024؟

وفقًا للمعهد القومي للبحوث الفلكية، يتوقع أن يظهر هلال شهر ذي القعدة يوم الأربعاء الموافق 29 شوال 1445 هـ، والموافق 8 مايو 2024.

وبالتالي، سيكون شهر شوال مكونًا من 29 يومًا فقط، وستبدأ غرة شهر ذي القعدة فلكيًا يوم 9 مايو 2024.

بالنسبة لصيام العشر الأوائل من ذي الحجة 2024، أشار المعهد في بيانه إلى أن الحسابات الفلكية تشير إلى أن هلال شهر ذي الحجة سيظهر مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة 2:39 ظهرًا بتوقيت القاهرة المحلي، وذلك يوم الخميس 29 ذي القعدة 1445 هـ، أي 6 يونيو 2024.

وبناءً على ذلك، سيبدأ صيام العشر الأوائل من ذي الحجة 2024، من يوم 7 يونيو 2024 الموافق الأول من شهر ذي الحجة، وسيستمر حتى 15 يونيو 2024.

فضل عشر ذي الحجة في القرآن

تتميز الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة بمكانة خاصة عند الله تعالى، إذ حظيت بمجموعة من الفضائل والخصائص التي جعلتها من أفضل أيام السنة.

قسم الله تعالى بها في كتابه الكريم، قال تعالى: "وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ" (الفجر: 1-2)، وقد فسّر بعض أهل العلم هذه الليالي بأنها ليالي عشر ذي الحجة.

وقال صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر" (رواه الترمذي).

كما أن بها يوم عرفة، والذي قال صلى الله عليه وسلم عنه: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة" (رواه مسلم)، وهو أفضل أيام السنة، وصيامه يكفر سنتين.

إضافةً إلى ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: "أعظم الأيام عند الله تعالى، يوم النحر، ثم يوم القرّ" (رواه أبو داود).

وفيما يخص المفاضلة بينها وبين العشر الأواخر من رمضان:

ذهب بعض المحققين إلى أن أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان الأخيرة، وليالي عشر رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة، وذلك جمعاً بين النصوص الدالة على فضل كل منها.

ماذا تفعل في أيام العشر من ذي الحجة؟

في هذه العشرة الكريمة، هناك أعمال صالحة ضرورية للتأكيد عليها وتشجيعها، ومن بين هذه الأعمال:

التوبة الصادقة والعودة إلى الله

التوبة والعودة إلى طريق الله، وذلك بالتزام الطاعة والابتعاد عن كل ما يخالف أوامره ونواهيه.

فالله أمر عباده المؤمنين بالتوبة قائلاً: "وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون" (النور: 31). ولا يمكن للمؤمن أن يستغنى عن ذلك في أي وقت.

أداء فريضة الحج إلى بيت الله الحرام

فهذه الأيام تتزامن مع فريضة الحج، وهي من أعظم الأعمال الصالحة، كما صرح النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن أفضل الأعمال، فأجاب: "الإيمان بالله ورسوله، ثم الجهاد في سبيل الله، ثم الحج المبرور" وهذا حديث متفق عليه.

فإذا كان لدى المسلم القدرة المالية والصحية، فعليه أن يسارع إلى أداء هذه الفريضة العظيمة ليحظى بالأجر والثواب العظيم.

الحفاظ على الواجبات وأدائها بالشكل المطلوب شرعًا

ويتم ذلك من خلال أداء الواجبات بالإحسان والاتقان والكمال، ومراعاة سننها وآدابها.

فهذه الواجبات هي أهم ما ينبغي على العبد القيام به قبل الانشغال بالنوافل والسنن.

وفي حديث قدسي، قال الله تعالى: "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه" ورواه البخاري.

زيادة النوافل والأعمال المستحبة

يجب أن يستغل شرف هذا الوقت ويزيد في الأعمال الصالحة التي لا يتيسر له القيام بها في أوقات أخرى.

وينبغي أن يسعى لاستثمار وقته في طاعة الله، مثل: الصلاة، وقراءة القرآن، والدعاء، والصدقة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وأمر المعروف، ونهي المنكر، وإحسان التعامل مع الناس، وأداء الحقوق، وغير ذلك من مجالات الخير والعمل الصالح.

هل يجوز صيام العشر الاوائل من ذي الحجة بنيتين؟

إذا كان عليك قضاء صيام رمضان وترغب في قضائه في عشر ذي الحجة، فقد اختلف العلماء فيما إذا كان ذلك مستحبًا أو مكروهًا.

قال ابن قدامة في كتابه "المغني": "اختلفت الروايات في كراهة قضاء الصيام في عشر ذي الحجة، وروي أنه لا يكره".

وهذا هو قول سعيد بن المسيب والشافعي وإسحاق، استنادًا إلى ما روي عن عمر بن الخطاب أنه كان يستحب قضاء رمضان في العشر، وذلك لأنها أيام عبادة، فلم يكره قضاءها، مثل عشر محرم.

والقول الثاني هو أنه مكروه قضاء الصيام فيها، وروي ذلك عن الحسن والزهري؛ بأنه يروى عن علي رضي الله عنه أنه كره ذلك.

ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام"، أي أيام العشر.

قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء. لذا يستحب تركها للتطوع، لينال فضيلتها، ويقضي الصيام في أيام أخرى.

كما اختلف العلماء في جواز صيام العشر من ذي الحجة قضاءً عن رمضان، فهناك قولان:

القول الأول

يجوز صيام العشر من ذي الحجة قضاءً عن رمضان، وهو قول الحنابلة وبعض المالكية.

ويدعم هذا القول ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يستحب قضاء رمضان في هذه الأيام.

كما أن صيام هذه الأيام يضاعف أجره، فمن صامها قضاءً نال أجر قضاء رمضان وأجر صيام هذه الأيام.

القول الثاني

لا يجوز صيام العشر من ذي الحجة قضاءً عن رمضان، وهو قول الشافعية وبعض الحنفية.

ويدعم هذا القول ما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان ينهى عن صيام هذه الأيام قضاءً، كما أن صيام هذه الأيام تطوعاً له فضل عظيم، وقد يفوت هذا الفضل إذا صامها قضاءً.

الحكم الراجح

والراجح -إن شاء الله- هو جواز صيام العشر من ذي الحجة قضاءً عن رمضان.

فإذا كان عليك قضاء من رمضان، فالأفضل أن تصومه في هذه الأيام، لِما قد تحصل عليه من أجر مضاعف.

المصدر

إسلام ويب