كليوباترا الملكة التى تزوجت اخيها و حيرت الملوك

حياتها

ساحرة النيل

دهاؤها مع يوليوس قيصر

وقوع مارك انطونيو

حماقات كليوباترا وانطونيو

الماساه التى هزت العالم

حياتها فى سطور :

 كليوباترا ، ملكة مصر التى حدث التاريخ عن جمالها وغرامياتها ولدت حوالى سنة 69 قبل الميلاد وشاطرت اخاها بطليموس وراثة عرش مصر وهى فى السابعة عشرة من عمرها على انها سرعان ما حرمت من حقوقها واضطرت للفرار الى سوريا لخلافها مع أخيها 

عندما غزا يوليوس قيصر مصر دبرت حيلة مسرحية غريبة للقاءه فى الإسكندرية فساعدها فى القضاء على اخيها والانفراد بالعرش حتى إذا عاد قيصر إلى روما ، رافقته حيث عاشت خليلة له أيام وانجبت منه ولداً ثم اغتيل قيصر ففرت عائده الى مصر

عندما علا نجم مارك انتونيو عملت على فتنته وتبادلا الغرام المشبوب فتره فانجبا خلالها ثلاثة اطفال ثم ضج أهالى روما من انصراف انطونيو الى غرامه فأوفد اوكتافيوس لتأديبه واذ هزم الاخير جيوش العاشقين ثم لاذت كليوباترا بضريح ضخم كانت قد شيدته لنفسها وظنها انطونيو قد غدرت به وهجرته فانتحر

أراد اوكتافيوس ان يقودها فى شوارع روما كاسيره له ولكنها انتحرت بأفعى تركتها تلدغها فى ثدييها .

ساحرة وادى النيل :

هذا طرف من قصة أشد المعشوقات اغراء وقدرة على رفع ضغط الدم عند الرجال لقد كان اسمها كليوباترا ، ملكة مصر واًلهتها : كليوباترا ساحرة وادى النيل

ماتت منذ الفى عام ، ولكن شهرتها لم تزل تتأجج لامعة عبر القرون

انتحرت فى سن التاسعة والثلاثين ، ومع ذلك ففى زحمة نصيبها القصير من الحياة ، استحوزت واستولت على حب رجلين من أعظم وأشهر من زرع وجه الأرض من البشر " مارك انطونيو " " يوليوس قيصر " والاخير منهما هو الذى تشرفه فى كل مرة تنطق فيها بأسم شهر يوليو الذى سمى هكذا تخليداً لذكراه

وقد غزا قيصر العالم كله تقريباً ، ولكن كليوباترا الصغيرة غازته هو والقصة التى تروى لنا كيف تمكنت من ذلك ، تعتبر من الحوادث التاريخية المثيرة

فعندما زحف قيصر على الإسكندرية فى السنة الثامنة والاربعين قبل ميلاد المسيح كانت كليوباترا في مركز سيئ : فإن عرشها كان قد انتزع منها ولم يكن لديها مال وكان خطر جسيم يتهددها بقطع رأسها ، فقد تزوجت من أخيها ولكن نشب بينهما نزاع عائلى ، فأعلن عليها الحرب وإذ ذاك اضطرت الى الفرار من القاهرة لتنجو بحياتها وأصدر قيصر أمره إليها بالمثول أمامه ولكن كيف تستطيع ذلك؟

كانت هذه هى المشكلة فالاسكندرية كانت موبوءه بجواسيس أخيها المنبثين فيها ، والقبض عليها كان معناه قتلها فى الحال

دهاؤها يوقع " يوليوس قيصر " في الشرك

ومن ثم ففى إحدى الليالى المظلمة تسللت فى قارب صيد صغير ، وجعلت خادمتها تربطها وتلفها فى بساط حمل فى القارب إلى القصر وهناك فك البساط أمام عينى قيصر الجبار

وعندما وثبت كليوباترا خارجة من البساط ، واخذت فى الضحك والرقص متنقله فى أرجاء الغرفة ، دفع منظر جسمها البديع الدم حاراً دافقاً فى عروق قيصر ، حتى لقد فغر فاه مدهوشاً .

كان قيصر يزهو بأنه من سلالة فينوس ، رمز الحب ، ومن ثم يعتز بأن يكون حكما فى مفاتن النساء ، ولكن الذى أبصره لحظتئذ كان شيئا جديداً خارقاً ، يبهر الانفاس قال لنفسه : " واعجباه واعجباه ما هذا ؟ منذ متى كان يوجد مثل هذا ؟ ولماذا لا تكون عندنا فى روما بنات من هذا الطراز .

كان عامل الرومان فى الرابعة والخمسين من عمره ، أصلع الرأس.. بينما كانت كليوباترا تتدفق حيوية وشبابا : شباب العشرين – فما أن تطلع قيصر اليها حتى أحس بأن موجة مد وجزر قد رفعته الى ذروة متلاطمة بالحب والاعجاب العنيف.وهكذا أمكنها بحرارة مشاعرها ، ولمعان ذكائها ، أن تجعل من قيصر عبدها الخاضع مدى الحياة.

واستمع قيصر الى شكواها: اذن فأخوها يبغى قتلها ؟ ويحه وأقسم قيصر أن يلقن ذلك الشاب المتغطرس درسا لن ينساه ... فكان أن زحف على رأس جيشه الرومانى الى حيث التحم مع الجيش المصرى فأباده عن بكرة أبيه وطارد شقيق كليوباترا الى ضفاف النيل حيث ابتلعته الامواج .

ومنذ ذلك الوقت اصبحت كليوباترا ملكة مصر بغير منازع وتوطدت سيطرتها على أرض الفراعنة من أقصاها إلى اقصاها وتوالت الشهور وأنجبت كليوباترا لقيصر ولداً هو الولد الوحيد الذى رزقه فى حياته ولما كانت لقيصر زوجة تركها وراءه فى روما ، فأنه بالطبع لم يستطع أن يتزوج من كليوباترا – فلقد كان ذلك كفيلاً بأن يثير عليها لغط الألسنه – ومن ثم فلكى تكمم الفضيحة وتجعل الإبن فى مركز شرعى ، لجئت كليوباترا إلى مناورة بارعة : أمرت الكهنة بأن يعلنوا أن يوليوس قيصر لم يكن إنساناً من البشر : كلا بل كان إلاهاً أنه ليس غيراً " اًمون "  إله الشمس قد تجسد وعاد إلى الأرض فى صورة قيصر لينجب نسلاً للملكة

إن هذه القصة تبدو لى الأن ساذجة سخيفة . ولكن الناس فى مصر صدقوها منذ ألفى عام " واعتقد انه كان سيصبح من العسير على كليوباترا أن تجد أناساً يصدقون هذه الخرافة لو انها حاولت ذلك الأن

مارك انطونيو يقع بدوره فى الشرك

بعد هذه الأحداث بوقت قصير قتل قيصر غيلة وأصبح مارك أنطونيو الدائم الصخب الغارق فى الديون والذى لا يفيق من الشراب سيد الرومان ومولاهم : وإذ أثملته خمرة انتصاره على منافسيه ، سير جيوشه إلى الـشرق حيث عاش يعبث فى الأرض فساداً ونهباً وسلباً وكانت مصر أغنى بلد فى الشرق ، فقال له اتباعه مرة وهو فى وعيه : أنصت إلينا : فلنمضى قدماً إلى الإسكندرية لنقطع رأس كليوباترا ونغترف من خيرات مصر .

ومضوا : وارتعدت أوصال كليوباترا كيف يتسنى لها أن تصد زحف أنطونيو ؟

أبالاسطول والسلاح ؟ مستحيل أم بالحب والقبلات ؟ نعم ، ربما يفلح هذا السلاح وهكذا بما جبلت عليه الماكرة من حيلة وعبقرية مسرحية اتخذت أهبتها لملاقاة انطونيو فى سفينة موشاىة بالذهب ذات أشرعة ارجوانية ، وقد أحاطت نفسها بالأبهى والبهرج اللذين ذكر فى ألف ليلة وليلة ورافقها صبية صغار تزينوا بزى كيوبيد ، وزينوها هى برياش الطاووس ، بينما العذارى الفاتنات المدثرات بالدمقس ، كنا يرقصن على نغمات موسيقى  الصحراء الضارية ،وقد أسكر عبير البخور الحواس : وفى وسط هذا السحر الشرقى اضطجعت كليوباترا على وسادة من الحرير ، وقد إتخذت وضع "  فينوس " رمز الحب ، فبدت ساحرة فاتنة لا تقاوم

ماذا كنت تصنع لو كنت انت مارك أنطونيو ؟

إن ما فعله كنت أفعله انا لو كنت مكانه فلو فرضنا انه كان طريح الفراش بسبب اصابته بالروماتزم أو زاهداً فى النساء لما استطاع ان يقاوم فتاه كهذه- والواقع انه لم يفكر حتى فى المحاولة – فما بالك ومارك انطونيو كان جندياً خشناً متوحشاً ،فظأ ، وكان يقيم سهرات ماجنة لنساء متهتكات وشرازم من الأفاقين ، مما اًثار إشمئذاذ روما نفسها

وهكذا غدت كليوباترا المرأة ذات الأصل العريق والإنسانه المثقفة المهذبة : المرأة التى تحفظ الشعر هكذا غدت كليوباترا خليلته

لقد كان ولعه بها أول لمسة من لمسات السمو والجمال احس بها فى حياته الصاخبة . فلقد الهمته الإخلاص والوفاء بطريقة ما تزال تستثير إعجابنا منذ أكثر من عشرين قرنا

حماقات  كليوباترا و انطونيو

ولقد عرفت كليوباترا كيف تسوسه ، فلم تتذمر من مسلكه وإنما فعلت كل ما أرادها هو أن تفعله : قامرت معه ورافقته فى رحلات صيد الحيوانات والأسماك .

واحياناً كانت تتنكر فى زى عبد وتجوس معه خلال الشوارع فى الليل وتحت تأثير الخمر كانت تقتحم معه بيوت رعاياه وتسحب الكراسى من تحت الجالسين عليها وتداعب دعابات عنيفة :

وذات مرة بينما كان يصطادان السمك ، شكا لها أنطونيو من انه لم يصطاد شيئاً ، فأمرت كليوباترا احد خدمها بان يغوص تحت القارب وان يضع سمكة مملحة فى صنارته رغبة منها فى إرضاء غروره وإدخال السرور على نفسه

وقد تملقت كليوباترا " معدة " انطونيو وحرست على العناية بطعامه ، إلى حد انها اعدت عدداً من الطهاة وامرتهم بان يكونوا على إستعداد لتقديم وجبة فاخرة ساخنة فى أى لحظة من الليل أو النهار يطلب فيه أنطونيو طعاماً

وقد افتتن انطونيو بها إلى حد افقده كل مظاهر التعقل :

فمنحها كل شاطئ فينيقية كهدية ، ثم قدم لها مقاطعة " أريحا "كهبة ، وكذلك جزيرة قبرص ، وجزيزة كريت ، وأخيراً بلغ الذروة فى إسرافه فتنازل لها عن كل أسيا الصغرى .

أثارت أخبار كل هذه المنح والهدايا روما وجعلتها تغلى بالحقد والغضب .

ماذا ؟ أتذهب كل هذه الأصقاع التى اكتسبت بمئات المعارك ودفع ثمنها من الدم الرومانى ، فيودى بها كشيئ تافه لا قيمة له . لمجرد اشباع نزوات محظية مصرية ؟ لقد كان الجواب هو الحرب وها قد دنت ساعة كليوباترا .

لقد اسرفت فى تصرفاتها وها هى ساعة الحساب قد حلت وإذا بروما وقد وثبت فى غضبه قوية وحطمت مراكب أنطونيو وكليوباترا وشتتت شمل جيوشهما

المأساه المزدوجة :التى هزت العالم :

وكانت هذه هى الخاتمة وكان هما يعرفان ذلك . وقد قدر انطونيو انه سوف يقبض عليه ويقطع رأسه : ومن ثم أثر الإنتحار : فطعن نفسه بحربة ، ولاقاه النزع الاخير بين زراعي كليوباترا التي ظل متعلقاً بها فى الموت كما تعلق بها فى الحياة وقد ألت كليوباترا على نفسها ألا تقع فى قبضة أعدائها حتى لا تقاض مكبلة بالأغلال فى شوارع روما امام الجمهور ولكن كيف فعلت ذلك .

لن يستطيع احد ان يعزم بما حدث .  حتى اللذين عثروا عليها بعد موتها بعشرين دقيقة لم يستطيعوا حل هذا اللغز . فبعض الناس يظنون بانها قد جرحت نفسها ثم صبت فى الجرح سم الثعبان . والبعض يقول بان ثعبانا قد دس لها فى سلة زهور وانها تركت الثعبان يلدغها فى صدرها

وهى تركض اليوم بجورا مارك انطونيو فى مكان ما بمصر والمكان الذى دفنا فيه لم يزل لغز حتى الأن فإذا ذهبت إلى الإسكندرية وعثرت على قبرها فإنك ستكون من المحظوظين وسيتالق اسمك على أعمدة باردة من الصفحات الأولى فى كل صحيفة كبرى من صحف العالم . 

المصدر: كتاب الخالدون 25 ديل كارنجي