بيرون الشاعر المجنون حياته في سطور

محبوب النساء

معركته القاسية ليعجب النساء

مخزن ادوية أم عش غرام

لعنة أم مصادفات

نبذه مختصرة

كان بيرون أعظم شعراء زمانه وقد تغير تأثيره تجاه الادب في القرن التاسع عشر تغييراً كاملاً والشعر الرومانتيكي الذى تضمه دواويننا اليوم مدين بجانب من أعنف أبياته وأرقها لبيرون . وقد أحب بيرون عشرات النساء ، ولكن أعجب غرامياته كانت قصة حب لأخته غير الشقيقة وقد هزت فضيحة حبهما أوروبا كلها ودمرت حياة الفتاة . وقد كتب اليها بيرون بعد وقت بوعد بينهما قصيدة من أجمل قصائده:

لو أننى لقيتك ........ بعد أعوام طويلة

فترى كيف سأحبيك؟ سأحبيك بالصمت والدموع.

محبوب النساء:

ولكن حب النساء لبيرون كانت تزداد كلما ازدادت سيرته سوءاً لقد احبوه في جنون حتى أن نصف نساء أوروبا ألقين اللوم على زوجته عندما فارقته آخر الامر لأنها لم تستطع أن تحتمل فظاظته أكثر مما احتملت وهؤلاء النساء ذاتهن أغرقن بيرون في طوفان من القصائد والرسائل الغرامية وخصلات شعرهن بل لقد عمدت احدى شهيرات النبيلات الإنجليزيات وكانت ارستقراطية ثرية ذكية ونجمة متألقة افتتنت بها لندن فجثت عند قدميها الدقيقتين عمدت الى التنكر في زي غلام ثم وقفت على قارعة الطريق ساعات طويلة تحت المطر الكثيف انتظارا لبيرون العاشق المثالي عندما يشرق بطلعته وهو خارج من مقره المقدس .

وقد جنت امرأة اًخرى بـ بيرون غاية الجنون حتى لقد تبعته طوال الطريق من انجلترا الى ايطاليا ثم ضيقت عليه الخناق حتى استسلم لها اًخر الامر .

ترى كيف كان هذا المعشوق النموذجي الهائل ؟ هذا " الفالنتينو " لقرن مضى من الزمان ؟ لقد كانت له قدم شوهاء وكان يعرج عرجا قبيحا ولا يكف عن ان يقضم أظافره ويلوك التبغ في فمه .

بل كان مشاغبا يكثر من التهديد الاجوف بمسدساته المحشوة في رابعة النهار وفى قلب " انجلترا القرن التاسع عشر " كأحد رجال العصابات في شيكاغو وكان حاد المزاج فلو حدق الناس فيه لارتفع ضغط دمه عشرين درجة لأنه كان يخيل اليه  أنهم يحدقون في قدمه الشوهاء والشاعر الذى نودى به كأكمل " روميو "  كان يلذ  له أن يعذب النساء فلم تكن قد انقضت على زفافه ساعتان حين صارح عروسه بأنه يكرهها وأنه ما تزوجها الا نكاية بها وانها  ستعيش في حسرة وندم على اليوم الذى رأته فيه أول مرة وقد حدث بالفعل فلم تستمر الروابط الزوجية بينهما سوى عام واحد وقد توخى بيرون ألا يضربها قط ولكنه كان يحطم الاثاث ويأتي بعشيقاته الى البيت فانتهى الامر بزوجته الى أن دعت الاطباء ليقرروا ما اذا كان قد مسه الجنون ؟

وقد أشاع عنه القرويون المقيمون على مقربة من الدير الكبير الذى اتخذه مسكنا مختلف الروايات : قالوا ان خدمه جميعا ليسوا سوى فتيات في ربيه العمر فتيات جميلات خفيفات الظل كما رووا كيف كان يظهر هو وضيوفه في هيئة الرهبان  مرتدين الملابس الكهنوتية السوداء الفضفاضة وهم غارقون في سكرهم وعربدتهم التي اذا قيست بها مأدبا عشاء الملك المتهتك " بلشصر " لبدت الى جانبها أقرب الى الاجتماعات الدينية وفى تلك السهرات الماجنة كانت الخادمات اللطيفات تقدمن النبيذ حيث يرتشفه بيرون واصدقاؤه في أوان من جماجم بشرية.... جماجم قد عولجت بالتنعيم والتلميع حتى صار لها من البريق ما للبدو في سماء الصحراء

يخوض معركة قاسية .... ليعجب النساء :

ليظل بيرون رشيقا معشوقاً كان يخضع لنظام غذائي صارم لا يخطر ببال نحوم هوليوود أنفسهم فقد كان مثلا لا يتناول طوال يومه سوى وجبة واحدة وهذه   الوجبة الوحيدة كانت غالبا ما تقتصر على قليل من البطاطس أو الأرز قد نثرت فوقه قطرات الخل . فاذا تاق الى التغيير فانه يتناول قبضة من " البقسماط" يتبعها باحتساء قدح من مياه الصودا ولم تكن المعجزة انه كان يبدو" كالمرمر المضاء من داخله" وانما المعجزة انه لم يكن يبدو  كهيكل عظمى لاحد الصينيين في اقليم دهمته المجاعة فانه لكى يدفع عن نفسه شبح البدانة البغيض أقبل على لعب السيف، والملاكمة، وركوب الخيل والسباحة وعلى ذكر السباحة فان هذا الرجل الذى كان أعظم شعراء جيله كان أكثر فخراً بعبوره مضيق الدردنيل سباحة من فخره بأشعاره الخالدة وعندما كان يلعب الكريكت كان يرتدى سبعه أثواب معا. ولكن الأثواب السبعة لم تكن تكفى ان لا يتصبب منه العرق الذى يذهب بالدهن ومن ثم فقد كان عليه أن يذهب ثلاث مرات كل اسبوع الى حمام تركى ، لكى يعالج جسده بالتطرية والتدليك.

مخزن أدوية ... أم عش غرام ؟

وقد كان النظام الغذائي العجيب الذى اتبعه سببا في افساد هضمه تماماً . ولذا كانت غرفة نومه تعبق برائحة العقاقير والأدوية من حبوب وسوائل وتركيبات خاصة بحيث كانت اقرب الى أن تكون معملا لاحد الصيادلة منها الى عش غرام لأعظم عاشق عرفته الدنيا .

وكان يقض مضجع بيرون في نومه كابوس مفزع حتى لجأ الى منومات الافيون ولكن حتى منومات الافيون لم تنجح في ايقاف احلامه المزعجة ولذا فقد احتفظ الى جوار فراشه بمسدسين محشوين وفى هدأة الليل كان يصحو في نومه صارخاً  صائحاً مصطك الأسنان ثم يذرع الغرفة طولا وعرضاً وهو يلوح بالمسدسات والخناجر .

والدير القديم كانت كوابيس الليل تدعم فيه اللورد بيرون كان مسكوناً بأحد الأشباح لراهب كان يعيش فيه واختفى من عهد طويل .

 وقد أقسم بيرون أن ذلك الطيف المتشح بالسواد كان يمر به خلال الدهليز بخطوات واسعة وهو يرمقه بعين ذات نظرة مدمرة وقد شاهد ذلك الطيف الرهيب قبيل زواجه المشئوم مباشرة وبعد سنوات في ايطاليا أقسم بيرون انه رأى شبح الشاعر شيلى يسير فى أحدى الغابات بينما كان شيلى فى تلك اللحظة على بعد أميال عن المكان وكان بيرون    يعلم هذا . 

لعنة مشؤومة ... أم مصادفات ؟

ومما يدعو الى العجب أن شيلى قد مات فعلا بعد هذا بقليل حيث أغرقته عاصفة هبت على احدى البحيرات وإن بيرون هو الذى بنى بيديه المحرقة الجنائزية ثم أحرق الجثة. وثمة خرافة اًخرى كانت تطارد عقل بيرون : فإن عرافة من الفجر كانت قد اًنذرته ذات يوم بأنه سيموت في السابعة والثلاثين وقد مات بالفعل بعد عيد ميلاده السادس والثلاثين بثلاثة شهور وكان بيرون يؤمن بأن لعنة مشئومه قد حلت على أسرته جميعاً . وقد اقسم ان عيد الميلاد السادس والثلاثين نحس على كل من يتصلون به بصلة الدم .

المصدر: كتاب الخالدون 25 ديل كارنجي